لقـــــــــــــاء الشعــــــــــــــراء
لقـــــــــــــاء الشعــــــــــــــراء
لقـــــــــــــاء الشعــــــــــــــراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى متميز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجموعة قصائد نزار قباني......

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الجنرال
Admin



المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 12/06/2010
العمر : 40
الموقع : adham_kotkot_1984@hotmail.com

مجموعة قصائد نزار قباني...... Empty
مُساهمةموضوع: مجموعة قصائد نزار قباني......   مجموعة قصائد نزار قباني...... Emptyالأحد يونيو 13, 2010 7:06 am

[center][center]
مجموعة قصائد نزار قباني...... Nizarqabbanii


!!
إغضب كما تشاء..

واجرح أحاسيسي كما تشاء

حطم أواني الزهر والمرايا

هدد بحب امرأةٍ سوايا..

فكل ما تفعله سواء..

كل ما تقوله سواء..

فأنت كالأطفال يا حبيبي

نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..

إغضب!

فأنت رائعٌ حقاً متى تثور

إغضب!

فلولا الموج ما تكونت بحور..

كن عاصفاً.. كن ممطراً..

فإن قلبي دائماً غفور

إغضب!

فلن أجيب بالتحدي

فأنت طفلٌ عابثٌ..

يملؤه الغرور..

وكيف من صغارها..

تنتقم الطيور؟

إذهب..

إذا يوماً مللت مني..

واتهم الأقدار واتهمني..

أما أنا فإني..

سأكتفي بدمعي وحزني..

فالصمت كبرياء

والحزن كبرياء

إذهب..

إذا أتعبك البقاء..

فالأرض فيها العطر والنساء..

والأعين الخضراء والسوداء

وعندما تريد أن تراني

وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني..

فعد إلى قلبي متى تشاء..

فأنت في حياتي الهواء..

وأنت.. عندي الأرض والسماء..

إغضب كما تشاء

واذهب كما تشاء

واذهب.. متى تشاء

لا بد أن تعود ذات يومٍ

وقد عرفت ما هو الوفاء...




sunny sunny sunny



أنا مع الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب

إن نحن دافعنا عن بكل جرأة

عن شعر بلقيس ...

وعن شفاة ميسون ...

وعن هند ... وعن دعد ...

وعن لبنى ... وعن رباب ...

عن مطر الكحل الذي

ينزل كالوحي من الأهداب !!

لن تجدوا في حوزتي

قصيدة سرية ...

أو لغة سرية ...

أو كتبا سرية أسجنها في داخل

الأبواب

وليس عندي أبدا قصيدة واحدة

تسير في الشارع وهي ترتدي

الحجاب

****

متهمون نحن بالإرهاب

أذا كتبنا عن بقايا وطن ...

مخلع ... مفكك مهترئ

أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

عن وطن يبحث عن عنوانه ...

وأمة ليس لها سماء !!

***

عن وطن .. لم يبق من أشعاره

العظيمة الأولى ...

سوى قصائد الخنساء !!

***

عن وطن لم يبق في آفاقه

حرية حمراء .. أو زرقاء ... أو

صفراء ...

***

عن وطن ... يمنعنا ان نشتري

الجريدة

أو نسمع الأنباء ...

عن وطن ... كل العصافير به

ممنوعة دوما من الغناء ...

عن وطن ...

كتابه تعودوا أن يكتبوا

من شدة الرعب ...

على الهواء !!

***

عن وطن يشبه حال الشعر في

بلادنا

فهو كلام سائب ...

مرتجل ...

مستورد...

وأعجمي الوجه واللسان ...

فما له بداية ...

ولا له نهاية ...

ولا له علاقة بالناس ... أو

بالأرض ...

أو بمأزق الإنسان !!

***

عن وطن ...

يمشي إلى مفاوضات السلم

دونما كرامة ...

ودونما حذاء !!

***

عن وطن رجاله بالوا على

أنفسهم خوفا ...

ولم يبق سوى النساء !!

***

الملح ... في عيوننا ...

والملح في شفاهنا..

والملح ... في كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا

إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

لم يبق في أمتنا معاوية ...

ولا أبو سفيان ...

لم يبق من يقول (لا) ...

في وجه من تنازلوا

عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا ...

وحولوا تاريخنا الزاهي...

إلى دكان !!

***

لم يبق في حياتنا قصيدة ...

ما فقدت عفافها ...

في مضجع السلطان...

**

لقد تعودنا على هواننا ..

ماذا من الإنسان يبقى ...

حين يعتاد الهوان؟؟

**

عن أسامة بن منقذ ...

وعقبة بن نافع ...

عن عمر ... عن حمزة ...

عن خالد يزحف نحو الشام ...

ابحث عن معتصم بالله ...

حتى ينقذ النساء من وحشية

السبي ...

ومن ألسنة النيران !!

ابحث عن رجال آخر

الزمان...

فلا أرى في الليل إلا قططا

مذعورة ...

تخشى علي أرواحها ...

من سلطة الفئران !!

***

هل العمي القومي ...قد أصابنا

وهو أبكم ؟

أم نحن نشكو من عمى الألوان

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

أذا رفضنا موتنا ...

بجرافات إسرائيل ...

تنكش في ترابنا ...

تنكش في تاريخنا ...

تنكش في إنجيلنا ...

تنكش في قرآننا ...

تنكش في تراب أنبيائنا ...

إن كان هذا ذنبنا

ما أجمل الإرهاب ....

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا محونا ....

على يد المغول ... واليهود

... والبرابرة ...

إذا رمينا حجرا ...

على زجاج مجلس الأمن الذي

استولى عليه القياصرة !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذارفضنا أن نفاوض الذئب

وأن نمد كفنا لعاهرة !!

**

أمريكا ...

ضد ثقافات البشر...

وهي بلا ثقافة ...

ضد حضارات الحضر

وهي بلا حضارة

أمريكا ...

بناية عملاقة

ليس لها حيطان !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا زمنا

صارت به أمريكا

المغرورة ... الغنية ... القوية

مترجما محلفا ...

للغة العبرية !!

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رمينا وردة ...

للقدس ...

للخليل ...

أو لغزة ...

والناصرة ...

إذا حملنا الخبز والماء ...

إلى طروادة المحاصرة ...

*

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفعنا صوتنا

ضد كل الشعوبيين من قادتنا ...

وكل من قد غيروا سروجهم ...

وانتقلوا من وحدويين ...

إلى مساسرة !!

***

إذا اقترفنا مهنة الثقافة ...

إذا تمردنا على أوامر

الخليفة

العظيم .. والخلافة ...

إذا قرأنا كتبا في الفقه

... والسياسة ...

إذا ذكرنا ربنا تعالى...

إذا تلونا (سورة الفتح) ..

وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة

فنحن ضالعون في الإرهاب !!

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا عن الأرض

وعن كرامة التراب

إذا تمردنا على اغتصاب الشعب

واغتصابنا ...

إذاحمينا آخر النخيل في

صحرائنا ...

وآخر النجوم في سمائنا ...

وآخرالحروف في أسمائنا ...

وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا

إن كان هذا ذنبنا ...

ما أروع الإرهاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من المهاجرين من روسيا ...

ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا ...

وحطوا في فلسطين على أكتافنا

ليسرقوا ... مآذن القدس ...

وباب المسجد الأقصى ...

ويسرقوا النقوش ...

والقباب ...

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر

المسيح ...

ومريم العذراء ...

والمدينة المقدسة ...

من سفراء الموت والخراب !!

***

بالأمس ...

كان الشارع القومي في بلادنا

يصهل كالحصان ...

وكانت الساحات أنهارا

تفيض عنفوان ...

وبعد أوسلو ...

لم يعد في فمنا أسنان ...

فهل تحولنا إلى شعب

من العميان .. والخرسان ؟؟

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بكل قوة

عن إرثنا الشعري

عن حائطنا القومي ..

عن حضارة الوردة ..

عن ثقافة النايات .. في جبالنا

وعن مرايا الأعين السوداء

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بما نكتبه ...

عن زرقة البحر ...

وعن رائحة الحبر

وعن حرية الحرف ...

وعن قدسية الكتاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر الشعب

من الطغاة .. والطغيان ...

وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان

ويرجع الليمون والزيتون

والحسون

للجنوب من لبنان ...

ويرجع البسمة للجولان ....

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من قيصر اليهود ...

أو من قيصر الرومان !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

مقتسما

ما بين امريكا .. وإسرائيل

بالمناصفة !!

***

أنا مع الإرهاب ...

بكل ما أملك من شعر

ومن نثر ...

وممن أنياب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

بين يدي قصاب !!(جزار)

**

أنا مع الإرهاب

ما دام هذا العالم الجديد

قد صنفنا

من فئة الذباب !!

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان مجلس الشيوخ في

أمريكا ..

هو الذي في يده الحساب

وهو الذي يقرر الثواب ...

والعقاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يكره في أعماقه

رائحة الأعراب !!

***

انا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يريد أن يذبح أطفالي ...

ويرميهم إلى الكلاب !!

**

من أجل هذا كله ...

أرفع صوتي عاليا :

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!...



sunny sunny sunny

الحب والبترول ...!
متى تفهم ؟

متى يا سيدي تفهم ؟

بأني لست واحدةً كغيري من صديقاتك

ولا فتحاً نسائياً يضاف إلى فتوحاتك

ولا رقماً من الأرقام يعبر في سجلاتك ؟

متى تفهم ؟

متى تفهم ؟

أيا جملاً من الصحراء لم يلجم

ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم

بأني لن أكون هنا.. رماداً في سجاراتك

ورأساً بين آلاف الرؤوس على مخداتك

وتمثالاً تزيد عليه في حمى مزاداتك

ونهداً فوق مرمره.. تسجل شكل بصماتك

متى تفهم ؟

متى تفهم ؟

بأنك لن تخدرني.. بجاهك أو إماراتك

ولن تتملك الدنيا.. بنفطك وامتيازاتك

وبالبترول يعبق من عباءاتك

وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك

بلا عددٍ.. فأين ظهور ناقاتك

وأين الوشم فوق يديك.. أين ثقوب خيماتك

أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك

ويا من صارت الزوجات بعضاً من هواياتك

تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك

تحنطهن كالحشرات في جدران صالاتك

متى تفهم ؟

متى يا أيها المتخم ؟

متى تفهم ؟

بأني لست من تهتم

بنارك أو بجناتك

وأن كرامتي أكرم..

من الذهب المكدس بين راحاتك

وأن مناخ أفكاري غريبٌ عن مناخاتك

أيا من فرخ الإقطاع في ذرات ذراتك

ويا من تخجل الصحراء حتى من مناداتك

متى تفهم ؟

تمرغ يا أمير النفط.. فوق وحول لذاتك

كممسحةٍ.. تمرغ في ضلالاتك

لك البترول.. فاعصره على قدمي خليلاتك

كهوف الليل في باريس.. قد قتلت مروءاتك

على أقدام مومسةٍ هناك.. دفنت ثاراتك

فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك

كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك

ولم تهدم منازلنا.. ولم تحرق مصاحفنا

ولا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك

كأن جميع من صلبوا..

على الأشجار.. في يافا.. وفي حيفا..

وبئر السبع.. ليسوا من سلالاتك

تغوص القدس في دمها..

وأنت صريع شهواتك

تنام.. كأنما المأساة ليست بعض مأساتك

متى تفهم ؟

متى يستيقظ الإنسان في ذاتك ؟


sunny sunny sunny

رسالة من سيدة حاقدة
لا تدخلي

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك … وزعمت لي …

أن الرفاق أتوا إليك … أهم الرفاق أتوا إليك

أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟

وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …

والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف

أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني

أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني

أيام كنت تحبني … من أنني …

بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن

أنكرته أصلاً كما أنكرتني …

لا تعتذر …

فالإثم … يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك

ورباطك … المشدوه … يفضح

ما لديك … ومن لديك

يا من وقفت دمي عليك

وذللتني ونفضتني

كذبابةٍ عن عارضيك

ودعوت سيدةً إليك ………… وأهنتني

من بعد ما كنت الضياء بناظريك …

إني أراها في جوار الموقد … أخذت هنالك مقعدي …

في الركن … ذات المقـعد …

وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذات اليد …

ستردد القصص التي أسمعتني …

ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

وسترفع الكأس التي جرعتني …

كأساً بها سممتني

حتى إذا عادت إليك … لترود موعدها الهني …

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

وأضعت رونقها كما ضيعتني …




sunny sunny sunny

مع جريدة
أخرج من معطفه الجريده..

وعلبة الثقاب

ودون أن يلاحظ اضطرابي..

ودونما اهتمام

تناول السكر من أمامي..

ذوب في الفنجان قطعتين

ذوبني.. ذوب قطعتين

وبعد لحظتين

ودون أن يراني

ويعرف الشوق الذي اعتراني..

تناول المعطف من أمامي

وغاب في الزحام

مخلفاً وراءه.. الجريده

وحيدةً

مثلي أنا.. وحيده



sunny sunny sunny

قصيدة اعتذار لأبي تمام
1

أحبائي :

إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..

منها يضجر الضجر

إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة

تفرقنا .. وتجمعنا

وتعطينا حبوب النوم في فمنا

وتسطلنا .. وتكسرنا.

كما الأوراق في تشرين تنكسر

فإني سوف أعتذر ..

2

أحبائي :

إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا

ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..

ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..

ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة

على حبل طويل من بلاغتنا

سأجمع كل أوراقي..

وأعتذر...

3

إذا كنا سنبقي أيها السادة

ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..

وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..

إذا كنا سنقرأ مرة أخرى

قصائدنا التي كنا قرأناها ..

ونمضغ مرة أخرى

حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها

إذا كنا سنكذب مرة أخرى

ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها

ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..

سأجمع كل أرواقي ..

وأعتذر..

4

إذا كان تلاقينا

لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..

ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر

إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر

وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر

ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر

إذا كانت هموم الشعر يا سادة

هي الترفيه عن معشوقة القيصر

ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..

إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..

ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..

فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..

5

أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟

وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..

أبا تمام ..

أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..

وأرملة هي الألفاظ والصور..

فلا ماء يسيل على دفاترنا..

ولا ريح تهب على مراكبنا

ولا شمس ولا قمر

أبا تمام، دار الشعر دورته

وثار اللفظ .. والقاموس..

ثار البدو والحضر ..

ومل البحر زرقته ..

ومل جذوعه الشجر

ونحن هنا ..

كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر

فلا ثوارنا ثاروا ..

ولا شعراؤنا شعروا ..

أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..

فكل قصورنا ورق ..

وكل دموعنا حجر ..

6

أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر

وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر

ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة

وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..

7

أمير الحرف .. سامحنا

فقد خنا جميعا مهنة الحرف

وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف

أبا تمام .. إن النار تأكلنا

وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..

عن المصروف .. والممنوع من صرف ..

وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!

وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا

ونقعد في بيوت الله ننتظر ..

بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر

ولن يأتوا .. ولن يأتوا

فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..

8

أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا

وبالشعراء قد كفروا..

فقل لي أيها الشاعر

لماذا الشعر حين يشيخ

لا يستل سكينا .. وينتحر؟



sunny sunny sunny


حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها

تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار

ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار

ويستعد العمر للإبحار

أيتها الأنثى التي

يختلط البحر بعينيها مع الزيتون

يا وردتي

ونجمتي

وتاج رأسي

ربما أكون

مشاغبا . . أو فوضوي الفكر

أو مجنون

إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن

فأنت يا سيدتي

مسؤولة عن ذلك الجنون

أو كنت ملعونا وهذا ممكن

فكل من يمارس الحب بلا إجازة

في العالم الثالث

يا سيدتي ملعون

فسامحيني مرة واحدة

إذا انا خرجت عن حرفية القانون

فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟

إن كان كل امرأة أحببتها

صارت هي القانون



sunny sunny sunny

أشهد أن لا أمرأه إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ً

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

وقلمت أظافري

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنت ..

2

أشهد أن لا امرأة ً

تشبهني كصورة زيتية

في الفكر والسلوك إلا أنت

والعقل والجنون إلا أنت

والملل السريع

والتعلق السريع

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت

3

أشهد أن لا امرأة ً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنت ..

وقدمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

كانت معي كريمة كالبحر

راقية كالشعر

ودللتني مثلما فعلت

وأفسدتني مثلما فعلت

أشهد أن لا امرأة

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين .. إلا أنت

4

أشهد أن لا امرأة ً

تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت

وإن في سرتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأة ً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنت ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

إلا أنت ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

وحرضت رجولتي علي

إلا أنت ..

5

أشهد أن لا امرأة ً

توقف الزمان عند نهدها الأيمن

إلا أنت ..

وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

وغيرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنت ..

6

أشهد أن لا امرأة ً

تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأة ً

تحتل نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

وردا دمشقيا

ونعناعا

وبرتقال

يا امرأة

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوما على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها

تلمس بالذهن ولا تقال

7

أيتها البحرية العينين

والشمعية اليدين

والرائعة الحضور

أيتها البيضاء كالفضة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأة ً

على محيط خصرها . .تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربى أول الذكور

وآخر الذكور

8

أيتها اللماحة الشفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية

الدائمة الطفوله

أشهد أن لا امرأة ً

تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

وكسرت أصنامهم

وبددت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

أشهد أن لا امرأة

إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبي لها

خلاصة الفضيله

9

أشهد أن لا امرأة ً

جاءت تماما مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

أشهد أن لا امرأة ً

تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها

لكنها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10

أشهد أن لا امرأة ً

مارست الحب معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثالث

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

قبلك حلت عقدي

وثقفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثاره

أشهد أن لا امرأة ً

إلا أنت ..

إلا أنت ..

إلا أنت ..




sunny sunny sunny


ثقافتنا
فقاقيع من الصابون والوحل

فمازالت بداخلنا

"رواسب من " أبي جهل

ومازلنا

نعيش بمنطق المفتاح والقفل

نلف نساءنا بالقطن

ندفنهن في الرمل

ونملكهن كالسجاد

كالأبقار في الحقل

ونهذا من قوارير

بلا دين ولا عقل

ونرجع أخر الليل

نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

نمارسه خلال دقائق خمسه

بلا شوق ... ولا ذوق

ولا ميل

نمارسه .. كالات

تؤدي الفعل للفعل

ونرقد بعدها موتى

ونتركهن وسط النار

وسط الطين والوحل

قتيلات بلا قتل

بنصف الدرب نتركهن

يا لفظاظة الخيل

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وقلنا : الله قد شرع

ليالينا موزعه

على زوجاتنا الأربع

هنا شفه

هنا ساق

هنا ظفر

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع

تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله

بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته

ولم نذكر

سوى المضجع

ولم نأخذ سوى

زوجاتنا الأربع





sunny sunny sunny

حب بلا حدود
1

يا سيدتي:

كنت أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العام.

أنت الآن.. أهم امرأةٍ

بعد ولادة هذا العام..

أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.

أنت امرأةٌ..

صنعت من فاكهة الشعر..

ومن ذهب الأحلام..

أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوام..

2

يا سيدتي:

يالمغزولة من قطنٍ وغمام.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غابات رخام..

يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..

وتسكن في العينين كسرب حمام.

لن يتغير شيءٌ في عاطفتي..

في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

فأنا سوف أظل على دين الإسلام..

3

يا سيدتي:

لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات.

أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات.

سوف أحبك..

عند دخول القرن الواحد والعشرين..

وعند دخول القرن الخامس والعشرين..

وعند دخول القرن التاسع والعشرين..

و سوف أحبك..

حين تجف مياه البحر..

وتحترق الغابات..

4

يا سيدتي:

أنت خلاصة كل الشعر..

ووردة كل الحريات.

يكفي أن أتهجى إسمك..

حتى أصبح ملك الشعر..

وفرعون الكلمات..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك..

حتى أدخل في كتب التاريخ..

وترفع من أجلي الرايات..

5

يا سيدتي

لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد.

لن يتغير شيءٌ مني.

لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.

لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.

لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.

حين يكون الحب كبيراً..

والمحبوبة قمراً..

لن يتحول هذا الحب

لحزمة قشٍ تأكلها النيران...

6

يا سيدتي:

ليس هنالك شيءٌ يملأ عيني

لا الأضواء..

ولا الزينات..

ولا أجراس العيد..

ولا شجر الميلاد.

لا يعني لي الشارع شيئاً.

لا تعني لي الحانة شيئاً.

لا يعنيني أي كلامٍ

يكتب فوق بطاقات الأعياد.

7

يا سيدتي:

لا أتذكر إلا صوتك

حين تدق نواقيس الآحاد.

لا أتذكر إلا عطرك

حين أنام على ورق الأعشاب.

لا أتذكر إلا وجهك..

حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..

وأسمع طقطقة الأحطاب..

8

ما يفرحني يا سيدتي

أن أتكوم كالعصفور الخائف

بين بساتين الأهداب...

9

ما يبهرني يا سيدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبر..

أعانقه..

وأنام سعيداً كالأولاد...

10

يا سيدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطر ماء الشعر..

وأشرب من خمر الرهبان

ما أقواني..

حين أكون صديقاً

للحرية.. والإنسان...

11

يا سيدتي:

كم أتمنى لو أحببتك في عصر التنوير..

وفي عصر التصوير..

وفي عصر الرواد

كم أتمنى لو قابلتك يوماً

في فلورنسا.

أو قرطبةٍ.

أو في الكوفة

أو في حلبٍ.

أو في بيتٍ من حارات الشام...

12

يا سيدتي:

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتار

حيث الحب بلا أسوار

والكلمات بلا أسوار

والأحلام بلا أسوار

13

يا سيدتي:

لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي

سوف يظل حنيني أقوى مما كان..

وأعنف مما كان..

أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد..

وفي تاريخ الشعر..

وفي ذاكرة الزنبق والريحان...

14

يا سيدة العالم

لا يشغلني إلا حبك في آتي الأيام

أنت امرأتي الأولى.

أمي الأولى

رحمي الأول

شغفي الأول

شبقي الأول

طوق نجاتي في زمن الطوفان...

15

يا سيدتي:

يا سيدة الشعر الأولى

هاتي يدك اليمنى كي أتخبأ فيها..

هاتي يدك اليسرى..

كي أستوطن فيها..

قولي أي عبارة حبٍ

حتى تبتدئ الأعياد




sunny sunny sunny



قرص الأسبرين
ليس هذا وطني الكبير

لا..

ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج..

والقابع مثل نملةٍ في أسفل الخريطة..

هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا

بأنه موطننا الكبير.

لا..

ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتوناً..

ومن عشرين دكاناً..

ومن عشرين صرافاً..

وحلاقاً..

وشرطياً..

وطبالاً.. وراقصةً..

يسمى وطني الكبير..

لا..

ليس هذا الوطن السادي.. والفاشي

والشحاذ.. والنفطي

والفنان.. والأمي

والثوري.. والرجعي

والصوفي.. والجنسي

والشيطان.. والنبي

والفقيه، والحكيم، والإمام

هو الذي كان لنا في سالف الأيام

حديقة الأحلام..

لا...

ليس هذا الجسد المصلوب

فوق حائط الأحزان كالمسيح

لا...

ليس هذا الوطن الممسوخ كالصرصار،

والضيق كالضريح..

لا..

ليس هذا وطني الكبير

لا...

ليس هذا الأبله المعاق.. والمرقع الثياب،

والمجذوب، والمغلوب..

والمشغول في النحو وفي الصرف..

وفي قراءة الفنجان والتبصير..

لا...

ليس هذا وطني الكبير

لا...

ليس هذا الوطن المنكس الأعلام..

والغارق في مستنقع الكلام،

والحافي على سطحٍ من الكبريت والقصدير

لا...

ليس هذا الرجل المنقول في سيارة الإسعاف،

والمحفوظ في ثلاجة الأموات،

والمعطل الإحساس والضمير

لا...

ليس هذا وطني الكبير

لا..

ليس هذا الرجل المقهور..

والمكسور..

والمذعور كالفأرة..

والباحث في زجاجة الكحول عن مصير

لا...

ليس هذا وطني الكبير..

يا وطني:

يا أيها الضائع في الزمان والمكان،

والباحث في منازل العربان..

عن سقفٍ، وعن سرير

لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبة التزوير

فالوطن المن أجله مات صلاح الدين

يأكله الجائع في سهولة

كعلبة السردين..

والوطن المن أجله قد غنت الخيول في حطين

يبلعه الإنسان في سهولةٍ..

كقرص أسبرين!!..




sunny sunny sunny

شؤون صغيرة
تمر بها أنت .. دون التفات

تساوي لدي حياتي

جميع حياتي..

حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

أعمر منها قصور

وأحيا عليها شهور

وأغزل منها حكايا كثيرة

وألف سماء..

وألف جزيرة..

شؤون ..

شؤونك تلك الصغيرة

فحين تدخن أجثو أمامك

كقطتك الطيبة

وكلي أمان

ألاحق مزهوة معجبة

خيوط الدخان

توزعها في زوايا المكان

دوائر.. دوائر

وترحل في آخر الليل عني

كنجم، كطيب مهاجر

وتتركني يا صديق حياتي

لرائحة التبغ والذكريات

وأبقي أنا ..

في صقيع انفرادي

وزادي أنا .. كل زادي

حطام السجائر

وصحن .. يضم رمادا

يضم رمادي..

***

وحين أكون مريضة

وتحمل أزهارك الغالية

صديقي.. إلي

وتجعل بين يديك يدي

يعود لي اللون والعافية

وتلتصق الشمس في وجنتي

وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

وأنت ترد غطائي علي

وتجعل رأسي فوق الوسادة..

تمنيت كل التمني

صديقي .. لو أني

أظل .. أظل عليلة

لتسأل عني

لتحمل لي كل يوم

ورودا جميلة..

وإن رن في بيتنا الهاتف

إليه أطير

أنا .. يا صديقي الأثير

بفرحة طفل صغير

بشوق سنونوة شاردة

وأحتضن الآلة الجامدة

وأعصر أسلاكها الباردة

وأنتظر الصوت ..

صوتك يهمي علي

دفيئا .. مليئا .. قوي

كصوت نبي

كصوت وارتطام النجوم

كصوت سقوط الحلي

وأبكي .. وأبكي ..

لأنك فكرت في

لأنك من شرفات الغيوب

هتفت إلي..

***

ويوم أجيء إليك

لكي أستعير كتاب

لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

تمد أصابعك المتعبة

إلى المكتبة..

وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

كأني سؤال بغير جواب..

أحدق فيك وفي المكتبة

كما تفعل القطة الطيبة

تراك اكتشفت؟

تراك عرفت؟

بأني جئت لغير الكتاب

وأني لست سوى كاذبة

.. وأمضى سريعا إلى مخدعي

أضم الكتاب إلى أضلعي

كأني حملت الوجود معي

وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

وراء نقاط تدور

ورأسي يدور ..

كأني عصفورة جائعة

تفتش عن فضلات البذور

لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

تركت بإحدى الزوايا ..

عبارة حب قصيرة ..

جنينة شوق صغيرة

لعلك بين الصحائف خبأت شيا

سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

***

وحين نكون معا في الطريق

وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

أحس أنا يا صديق ..

بشيء عميق

بشيء يشابه طعم الحريق

على مرفقي ..

وأرفع كفي نحو السماء

لتجعل دربي بغير انتهاء

وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

لكي يستمر ضياعي

وحين أعود مساء إلى غرفتي

وأنزع عن كتفي الرداء

أحس - وما أنت في غرفتي -

بأن يديك

تلفان في رحمة مرفقي

وأبقي لأعبد يا مرهقي

مكان أصابعك الدافئات

على كم فستاني الأزرق ..

وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

كأن ذراعي ليست ذراعي..




sunny sunny sunny


أسألك الرحيلا
لنفترق قليلا..

لخير هذا الحب يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريد أن تزيد في محبتي

أريد أن تكرهني قليلا

بحق ما لدينا..

من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..

بحق حبٍ رائعٍ..

ما زال منقوشاً على فمينا

ما زال محفوراً على يدينا..

بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..

ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..

وحبك الباقي على شعري على أناملي

بحق ذكرياتنا

وحزننا الجميل وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا

أكبر من شفاهنا..

بحق أحلى قصة للحب في حياتنا

أسألك الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطير في كل موسمٍ..

تفارق الهضابا..

والشمس يا حبيبي..

تكون أحلى عندما تحاول الغيابا

كن في حياتي الشك والعذابا

كن مرةً أسطورةً..

كن مرةً سرابا..

وكن سؤالاً في فمي

لا يعرف الجوابا

من أجل حبٍ رائعٍ

يسكن منا القلب والأهدابا

وكي أكون دائماً جميلةً

وكي تكون أكثر اقترابا

أسألك الذهابا..

لنفترق.. ونحن عاشقان..

لنفترق برغم كل الحب والحنان

فمن خلال الدمع يا حبيبي

أريد أن تراني

ومن خلال النار والدخان

أريد أن تراني..

لنحترق.. لنبك يا حبيبي

فقد نسينا

نعمة البكاء من زمان

لنفترق..

كي لا يصير حبنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبل الأزهار في الأواني..

كن مطمئن النفس يا صغيري

فلم يزل حبك ملء العين والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير

ولم أزل أحلم أن تكون لي..

يا فارسي أنت ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخاف من عاطفتي

أخاف من شعوري

أخاف أن نسأم من أشواقنا

أخاف من وصالنا..

أخاف من عناقنا..

فباسم حبٍ رائعٍ

أزهر كالربيع في أعماقنا..

أضاء مثل الشمس في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظل حبنا جميلا..

حتى يكون عمره طويلا..

أسألك الرحيلا..





sunny sunny sunny


القبلة الأولى
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي

وعطرها لم يزل يجري على شفتي

كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها

ولا يزال شذاها ملء صومعتي

إذ كان شعرك في كفي زوبعة

وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

لما تصالب ثغرانا بدافئة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية

حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة

يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي

ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية

نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت

تركتني جائع الأعصاب .. منفردا

أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي





sunny sunny sunny
أكبر من كل الكلمات
سيدتي ! عندي في الدفتر

ترقص آلاف الكلمات

واحدةٌ في ثوبٍ أصفر

واحدةٌ في ثوبٍ أحمر

يحرق أطراف الصفحات

أنا لست وحيداً في الدنيا

عائلتي .. حزمة أبيات

أنا شاعر حبٍ جوالٌ

تعرفه كل الشرفات

تعرفه كل الحلوات

عندي للحب تعابيرٌ

ما مرت في بال دواة

الشمس فتحت نوافذها

و تركت هنالك مرساتي

و قطعت بحاراً .. و بحاراً

أنبش أعماق الموجات

أبحث في جوف الصدفات

عن حرفٍ كالقمر الأخضر

أهديه لعيني مولاتي

---

سيدتي ! في هذا الدفتر

تجدين ألوف الكلمات

الأبيض منها و .. و الأحمر

الأزرق منها و .. و الأصفر

لكنك .. يا قمري الأخضر

أحلى من كل الكلمات

أكبر من كل الكلمات



sunny sunny sunny



قصيدة بلقيس
شكراً لكم ..

شكراً لكم . .

فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده

وقصيدتي اغتيلت ..

وهل من أمـةٍ في الأرض ..

- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟

بلقيس ...

كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل

بلقيس ..

كانت أطول النخلات في أرض العراق

كانت إذا تمشي ..

ترافقها طواويسٌ ..

وتتبعها أيائل ..

بلقيس .. يا وجعي ..

ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل

هل يا ترى ..

من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟

يا نينوى الخضراء ..

يا غجريتي الشقراء ..

يا أمواج دجلة . .

تلبس في الربيع بساقها

أحلى الخلاخل ..

قتلوك يا بلقيس ..

أية أمةٍ عربيةٍ ..

تلك التي

تغتال أصوات البلابل ؟

أين السموأل ؟

والمهلهل ؟

والغطاريف الأوائل ؟

فقبائلٌ أكلت قبائل ..

وثعالبٌ قتـلت ثعالب ..

وعناكبٌ قتلت عناكب ..

قسماً بعينيك اللتين إليهما ..

تأوي ملايين الكواكب ..

سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب

فهل البطولة كذبةٌ عربيةٌ ؟

أم مثلنا التاريخ كاذب ؟.

بلقيس

لا تتغيبي عني

فإن الشمس بعدك

لا تضيء على السواحل . .

سأقول في التحقيق :

إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل

وأقول في التحقيق :

إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول ..

وأقول :

إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتةٍ قيلت ..

فنحن قبيلةٌ بين القبائل

هذا هو التاريخ . . يا بلقيس ..

كيف يفرق الإنسان ..

ما بين الحدائق والمزابل

بلقيس ..

أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..

والمطهرة النقية ..

سبـأٌ تفتش عن مليكتها

فردي للجماهير التحية ..

يا أعظم الملكات ..

يا امرأةً تجسد كل أمجاد العصور السومرية

بلقيس ..

يا عصفورتي الأحلى ..

ويا أيقونتي الأغلى

ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية

أترى ظلمتك إذ نقلتك

ذات يومٍ .. من ضفاف الأعظمية

بيروت .. تقتل كل يومٍ واحداً منا ..

وتبحث كل يومٍ عن ضحية

والموت .. في فنجان قهوتنا ..

وفي مفتاح شقتنا ..

وفي أزهار شرفتنا ..

وفي ورق الجرائد ..

والحروف الأبجدية ...

ها نحن .. يا بلقيس ..

ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلية ..

ها نحن ندخل في التوحش ..

والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة ..

ندخل مرةً أخرى .. عصور البربرية ..

حيث الكتابة رحلةٌ

بين الشظية .. والشظية

حيث اغتيال فراشةٍ في حقلها ..

صار القضية ..

هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟

فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام

كانت مزيجاً رائعاً

بين القطيفة والرخام ..

كان البنفسج بين عينيها

ينام ولا ينام ..

بلقيس ..

يا عطراً بذاكرتي ..

ويا قبراً يسافر في الغمام ..

قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالةٍ

من بعدما .. قتلوا الكلام ..

بلقيس ..

ليست هذه مرثيةً

لكن ..

على العرب السلام

بلقيس ..

مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون ..

والبيت الصغير ..

يسائل عن أميرته المعطرة الذيول

نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضةٌ

ولا تروي فضول ..

بلقيس ..

مذبوحون حتى العظم ..

والأولاد لا يدرون ما يجري ..

ولا أدري أنا .. ماذا أقول ؟

هل تقرعين الباب بعد دقائقٍ ؟

هل تخلعين المعطف الشتوي ؟

هل تأتين باسمةً ..

وناضرةً ..

ومشرقةً كأزهار الحقول ؟

بلقيس ..

إن زروعك الخضراء ..

ما زالت على الحيطان باكيةً ..

ووجهك لم يزل متنقلاً ..

بين المرايا والستائر

حتى سجارتك التي أشعلتها

لم تنطفئ ..

ودخانها

ما زال يرفض أن يسافر

بلقيس ..

مطعونون .. مطعونون في الأعماق ..

والأحداق يسكنها الذهول

بلقيس ..

كيف أخذت أيامي .. وأحلامي ..

وألغيت الحدائق والفصول ..

يا زوجتي ..

وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياء عيني ..

قد كنت عصفوري الجميل ..

فكيف هربت يا بلقيس مني ؟..

بلقيس ..

هذا موعد الشاي العراقي المعطر ..

والمعتق كالسلافة ..

فمن الذي سيوزع الأقداح .. أيتها الزرافة ؟

ومن الذي نقل الفرات لبيتنا ..

وورود دجلة والرصافة ؟

بلقيس ..

إن الحزن يثقبني ..

وبيروت التي قتلتك .. لا تدري جريمتها

وبيروت التي عشقتك ..

تجهل أنها قتلت عشيقتها ..

وأطفأت القمر ..

بلقيس ..

يا بلقيس ..

يا بلقيس

كل غمامةٍ تبكي عليك ..

فمن ترى يبكي عليا ..

بلقيس .. كيف رحلت صامتةً

ولم تضعي يديك .. على يديا ؟

بلقيس ..

كيف تركتنا في الريح ..

نرجف مثل أوراق الشجر ؟

وتركتنا - نحن الثلاثة - ضائعين

كريشةٍ تحت المطر ..

أتراك ما فكرت بي ؟

وأنا الذي يحتاج حبك .. مثل (زينب) أو (عمر)

بلقيس ..

يا كنزاً خرافياً ..

ويا رمحاً عراقياً ..

وغابة خيزران ..

يا من تحديت النجوم ترفعاً ..

من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

بلقيس ..

أيتها الصديقة .. والرفيقة ..

والرقيقة مثل زهرة أقحوان ..

ضاقت بنا بيروت .. ضاق البحر ..

ضاق بنا المكان ..

بلقيس : ما أنت التي تتكررين ..

فما لبلقيس اثنتان ..

بلقيس ..

تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا ..

وتجلدني الدقائق والثواني ..

فلكل دبوسٍ صغيرٍ .. قصةٌ

ولكل عقدٍ من عقودك قصتان

حتى ملاقط شعرك الذهبي ..

تغمرني ،كعادتها ، بأمطار الحنان

ويعرش الصوت العراقي الجميل ..

على الستائر ..

والمقاعد ..

والأواني ..

ومن المرايا تطلعين ..

من الخواتم تطلعين ..

من القصيدة تطلعين ..

من الشموع ..

من الكؤوس ..

من النبيذ الأرجواني ..

بلقيس ..

يا بلقيس .. يا بلقيس ..

لو تدرين ما وجع المكان ..

في كل ركنٍ .. أنت حائمةٌ كعصفورٍ ..

وعابقةٌ كغابة بيلسان ..

فهناك .. كنت تدخنين ..

هناك .. كنت تطالعين ..

هناك .. كنت كنخلةٍ تتمشطين ..

وتدخلين على الضيوف ..

كأنك السيف اليماني ..

بلقيس ..

أين زجاجة ( الغيرلان ) ؟

والولاعة الزرقاء ..

أين سجارة الـ (الكنت ) التي

ما فارقت شفتيك ؟

أين (الهاشمي ) مغنياً ..

فوق القوام المهرجان ..

تتذكر الأمشاط ماضيها ..

فيكرج دمعها ..

هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟

بلقيس : صعبٌ أن أهاجر من دمي ..

وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب ..

وبين ألسنة الدخان ...

بلقيس : أيتها الأميرة

ها أنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة

ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟

إن الكلام فضيحتي ..

ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا ..

عن نجمةٍ سقطت ..

وعن جسدٍ تناثر كالمرايا ..

ها نحن نسأل يا حبيبة ..

إن كان هذا القبر قبرك أنت

أم قبر العروبة ..

بلقيس :

يا صفصافةً أرخت ضفائرها علي ..

ويا زرافة كبرياء

بلقيس :

إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عربٌ ..

ويأكل لحمنا عربٌ ..

ويبقر بطننا عربٌ ..

ويفتح قبرنا عربٌ ..

فكيف نفر من هذا القضاء ؟

فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً

بين أعناق الرجال ..

وبين أعناق النساء ..

بلقيس :

إن هم فجروك .. فعندنا

كل الجنائز تبتدي في كربلاء ..

وتنتهي في كربلاء ..

لن أقرأ التاريخ بعد اليوم

إن أصابعي اشتعلت ..

وأثوابي تغطيها الدماء ..

ها نحن ندخل عصرنا الحجري

نرجع كل يومٍ ، ألف عامٍ للوراء ...

البحر في بيروت ..

بعد رحيل عينيك استقال ..

والشعر .. يسأل عن قصيدته

التي لم تكتمل كلماتها ..

ولا أحدٌ .. يجيب على السؤال

الحزن يا بلقيس ..

يعصر مهجتي كالبرتقالة ..

الآن .. أعرف مأزق الكلمات

أعرف ورطة اللغة المحالة ..

وأنا الذي اخترع الرسائل ..

لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة ..

السيف يدخل لحم خاصرتي

وخاصرة العبارة ..

كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة ..

بلقيس : أنت بشارتي الكبرى ..

فمن سرق البشارة ؟

أنت الكتابة قبلما كانت كتابة ..

أنت الجزيرة والمنارة ..

بلقيس :

يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة ..

الآن ترتفع الستارة ..

الآن ترتفع الستارة ..

سأقول في التحقيق ..

إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء ..

والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين ..

وأقول إني أعرف السياف قاتل زوجتي ..

ووجوه كل المخبرين ..

وأقول : إن عفافنا عهرٌ ..

وتقوانا قذارة ..

وأقول : إن نضالنا كذبٌ

وأن لا فرق ..

ما بين السياسة والدعارة !!

سأقول في التحقيق :

إني قد عرفت القاتلين

وأقول :

إن زماننا العربي مختصٌ بذبح الياسمين

وبقتل كل الأنبياء ..

وقتل كل المرسلين ..

حتى العيون الخضر ..

يأكلها العرب

حتى الضفائر .. والخواتم

والأساور .. والمرايا .. واللعب ..

حتى النجوم تخاف من وطني ..

ولا أدري السبب ..

حتى الطيور تفر من وطني ..

و لا أدري السبب ..

حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب

حتى الدفاتر .. والكتب ..

وجميع أشياء الجمال ..

جميعها .. ضد العرب ..

لما تناثر جسمك الضوئي

يا بلقيس ،

لؤلؤةً كريمة

فكرت : هل قتل النساء هوايةٌ عربيةٌ

أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟

بلقيس ..

يا فرسي الجميلة .. إنني

من كل تاريخي خجول

هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

من يوم أن نحروك ..

يا بلقيس ..

يا أحلى وطن ..

لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن ..

لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن ..

ما زلت أدفع من دمي ..

أعلى جزاء ..

كي أسعد الدنيا .. ولكن السماء

شاءت بأن أبقى وحيداً ..

مثل أوراق الشتاء

هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟

وهل القصيدة طعنةٌ

في القلب .. ليس لها شفاء ؟

أم أنني وحدي الذي

عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟

سأقول في التحقيق :

كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب

كل اللصوص من الخليج إلى المحيط ..

يدمرون .. ويحرقون ..

وينهبون .. ويرتشون ..

ويعتدون على النساء ..

كما يريد أبو لهب ..

كل الكلاب موظفون ..

ويأكلون ..

ويسكرون ..

على حساب أبي لهب ..

لا قمحةٌ في الأرض ..

تنبت دون رأي أبي لهب

لا طفل يولد عندنا

إلا وزارت أمه يوماً ..

فراش أبي لهب !!...

لا سجن يفتح ..

دون رأي أبي لهب ..

لا رأس يقطع

دون أمر أبي لهب ..

سأقول في التحقيق :

كيف أميرتي اغتصبت

وكيف تقاسموا فيروز عينيها

وخاتم عرسها ..

وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي

يجري كأنهار الذهب ..

سأقول في التحقيق :

كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف

وأضرموا فيه اللهب ..

سأقول كيف استنزفوا دمها ..

وكيف استملكوا فمها ..

فما تركوا به ورداً .. ولا تركوا عنب

هل موت بلقيسٍ ...

هو النصر الوحيد

بكل تاريخ العرب ؟؟...

بلقيس ..

يا معشوقتي حتى الثمالة ..

الأنبياء الكاذبون ..

يقرفصون ..

ويركبون على الشعوب

ولا رسالة ..

لو أنهم حملوا إلينا ..

من فلسطين الحزينة ..

نجمةً ..

أو برتقالة ..

لو أنهم حملوا إلينا ..

من شواطئ غزةٍ

حجراً صغيراً

أو محارة ..

لو أنهم من ربع قرنٍ حرروا ..

زيتونةً ..

أو أرجعوا ليمونةً

ومحوا عن التاريخ عاره

لشكرت من قتلوك .. يا بلقيس ..

يا معشوقتي حتى الثمالة ..

لكنهم تركوا فلسطيناً

ليغتالوا غزالة !!...

ماذا يقول الشعر ، يا بلقيس ..

في هذا الزمان ؟

ماذا يقول الشعر ؟

في العصر الشعوبي ..

المجوسي ..

الجبان

والعالم العربي

مسحوقٌ .. ومقموعٌ ..

ومقطوع اللسان ..

نحن الجريمة في تفوقها

فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟

أخذوك أيتها الحبيبة من يدي ..

أخذوا القصيدة من فمي ..

أخذوا الكتابة .. والقراءة ..

والطفولة .. والأماني

بلقيس .. يا بلقيس ..

يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان ..

علمت من قتلوك أسرار الهوى

لكنهم .. قبل انتهاء الشوط

قد قتلوا حصاني

بلقيس :

أسألك السماح ، فربما

كانت حياتك فديةً لحياتي ..

إني لأعرف جيداً ..

أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم

أن يقتلوا كلماتي !!!

نامي بحفظ الله .. أيتها الجميلة

فالشعر بعدك مستحيلٌ ..

والأنوثة مستحيلة

ستظل أجيالٌ من الأطفال ..

تسأل عن ضفائرك الطويلة ..

وتظل أجيالٌ من العشاق

تقرأ عنك . . أيتها المعلمة الأصيلة ...

وسيعرف الأعراب يوماً ..

أنهم قتلوا الرسولة ..

قتلوا الرسولة ..

ق .. ت .. ل ..و .. ا

ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة





sunny sunny sunny


القدس
بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملني الركوع

سألت عن محمد، فيك وعن يسوع

يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

يا قدس، يا منارة الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع

حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول

يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول

حزينةٌ حجارة الشوارع

حزينةٌ مآذن الجوامع

يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد

من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟

صبيحة الآحاد..

من يحمل الألعاب للأولاد؟

في ليلة الميلاد..

يا قدس، يا مدينة الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان

من يوقف العدوان؟

عليك، يا لؤلؤة الأديان

من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟

من ينقذ الإنجيل؟

من ينقذ القرآن؟

من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟

من ينقذ الإنسان؟

يا قدس.. يا مدينتي

يا قدس.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرح السنابل الخضراء والزيتون

وتضحك العيون..

وترجع الحمائم المهاجرة..

إلى السقوف الطاهره

ويرجع الأطفال يلعبون

ويلتقي الآباء والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون



sunny sunny sunny

تجليات صوفيه
1

عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي،

على باب ولي من دمشق

أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاه..

وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد

يا وحيدا.. يا أحد..

أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي،

وخذ كل حياتي..

2

عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق،

بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي

تعتريني حالة نادره..

هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء،

بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد،

بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات..

وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين،

الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس،

الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس..

التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون

وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد ..

وأرى نفسي طيور من ذهب..

وسماء من ذهب

ونوافير يثرثرن بصوت من ذهب

وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adham--kotkot.yoo7.com
لحن

لحن


المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 41

مجموعة قصائد نزار قباني...... Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصائد نزار قباني......   مجموعة قصائد نزار قباني...... Emptyالأربعاء يوليو 07, 2010 12:25 pm

I love you I love you

مشكوررررررررررررر

قصائد شعراء

الجميلة
جائ القرا


I love you I love you
bounce bounce
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة اللوتس




المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

مجموعة قصائد نزار قباني...... Empty
مُساهمةموضوع: رد: مجموعة قصائد نزار قباني......   مجموعة قصائد نزار قباني...... Emptyالخميس يوليو 08, 2010 8:33 am

انت وبس الشاعر انت وبس حبيبي ياجنرال .......







Arrow Arrow Arrow Arrow Arrow
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مجموعة قصائد نزار قباني......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة قصائد محمود درويش 3 ...
» مجموعة قصائد محمود درويش 2 ...
» مجموعة قصائد محمود درويش ...
» مجموعة قصائد محمود درويش 4 ...
» مجموعة قصائد محمود درويش 5...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لقـــــــــــــاء الشعــــــــــــــراء :: قصائد شعراء معاصرين-
انتقل الى: