لون واحد ...

لون واحد ...





إلى أين سأركض الآن ؟
ففي وطني
كل الأشياء تحمل لون واحد
رائحة الخبز
ضحكات الأطفال
سرب الفراشات المسافرة
صوت القطارات حين تقتل صمتي
حتى المرأة التي تصعد كتفي مساءا
تحمل شفتيها لون واحد
فلماذا يا محمود يعتذر عما فعل ؟
فهل تعتذر جياد الرومان لفهرس التاريخ
والمارون بجلده عنوة
حتى ضوضاء المدينة
كعصفور على أعمدة الكهرباء معلقة
ترنوا إليه
تأكل بقايا ابتساماته وتمضي
تسرق من كتفيه الحب
تبقيه عاريا تماما للجوع
وكمخبول يرقص
تحت نهدين المطر
مطر هنا هناك
ربما هو نيرون بوجه آخر
يشرئب من صدره
شارة استفهام بنهاية القصيدة
وحش خرافي
فر من حدود الأساطير
أكل جثته
وفجأة
يدعوه للرقص كملاك طيب
ينثر أفكاره حفلا
ومدعوين
و آلات موسيقية بالفضاء
يلعق رائحة العرق عن مدينته
وفيما يسقط
يلوح و ويلوح
لأطفاله الذين لم يأتوا بعد
من عنق غيمة عالقة بأسوار ألا وعي
يلوح لسؤال بجناح طائر مهاجر
لماذا يعتذر عما فعل هو يا صديقي ؟
لماذا يحاكمه الرب الآن
لماذا
يبتسم بكبرياء
فيما فجرا
ينفد حكم الإعدام.