كغنـــــــاء المــــــوتـــــى ...
كغناء الموتى
يبحثون عني
يخرجون أشباحا من سيجارتي
وأوراق شجيرات يسقطون على كتفي
حتى بصمت قلبي تسقط الحروف من شرفات جلدي
هنا وهناك
حروف وحروف
مدينتي القديمة أطفالي الطيبين
حتى الجسر مساءا بذاكرتي يركض
خلف سرب فراشات ميتة
جنون بفنجان القهوة يلاحقني
يعبث بإضاءة الصورة على الجدار
يضحك كمخبول على من مروا سريعا بالمشهد
يرسم لي طلاسم لم اعد اعرفها
ويحيك لي معطف خريفي اللمسات
ويعزف نايه بشهوة بشريان جوادي المرهق
يصلب حنيني على أبواب قلعته ويرقص
يشتري لي من الغيم بعض نجمات
وكرسول يدعوني لكفره
جلدة واحدة ربما تقتلني بعزاء امرأة بسرداب أفكاري
لا أنا أنا
ولا انتم انتم فرحلوا
فالمساء عفريت يتعكز على عكاز بقيا اللوحات
يسرق فرحا يسرق حزنا
يبعثر بقايا صمتي على طرقات اللاشئ
يغادر أصابعي رويدا رويدا
ويصمت غناء الموتى
أرحل ببطيء لاختباء بصدر أمي
وتبقى الحروف دهشة
أمام الشرفة والأشياء المبعثرة
أمام شاعر يودع بحرارة
أنفاسه الأخيرة .